من مجلس الامن الى الجمعية العمومية
من مجلس الأمن إلى الجمعية العمومية
صبري جريس
طلب انضمام فلسطين دولة كاملة العضوية إلى الأمم المتحدة، التي تم تقديمه طريق مجلس الأمن، يتعثر ويواجه الصعوبات، ولا يبدو أنه سيسفر، في نهاية المطاف، عن نتيجة ايجابية تذكر. وليس في ذلك، على كافة الأحوال، أية غرابةً. فطريق المرور في مجلس الأمن، بالنسبة لفلسطين على الأقل، محفوفة بالمخاطر، إذ هناك تحاك المؤامرات وتخلق الأعذار وتوضع العراقيل، كما عهدنا خلال فترة طويلة، طويلة فعلاً، خصوصاً حين يتعلق الأمر بقرارات ذات علاقة بإسرائيل. وهناك أيضاً يفقد الإمبرياليون الأميركيون صوابهم، ولا يترددون في اللجوء إلى مختلف الأعذار والحيل، بما في ذلك الابتزاز والتهديد والخديعة، لحماية إسرائيلهم. وعندما لا يجديهم ذلك نفعاً يلجأون، بمنتهى الصلف الامبريالي، إلى استعمال الفيتو، وإجهاض أي قرار أو تحرك لا يعجبهم أو قد يزعج تلك الدولة الخارجة على القانون.
وحتى إن صدر قرار ما فإن إسرائيل غالباً ما تتجاهله، وتمضي في غيّها ومخططاتها دون رادع. وقد قام مؤخراً، مثلا، رئيس وزراء تركيا إردوغان بإحصاء للقرارات التي لم يمتثل لها الكيان الصهيوني، فوجد أن عددها وصل، حتى الآن، إلى 89 قراراً.
أكمل قراءة المقالة
سراب الرهان على الموقفين الاميركي والاسرائيلي
سراب الرهان على الموقفين الأميركي والإسرائيلي
صبري جريس
فيما تستمر، وتتشعب، الأنشطة المختلفة، على صعد عدة، لحل قضية الفلسطينيين بإعلان دولتهم وكسب أوسع مدى من الاعتراف الدولي بها، تتحرك أيضاً، أخيراً، القوى المعادية، وهي حصرياً الولايات المتحدة وإسرائيل، للإدلاء بدلوها، في محاولاتها الدائمة للتعطيل والعرقلة، من خلال سعيها لتمرير مخططاتها وفرض “حلولها”. ولهذا رحنا نسمع، كالعادة، عن خطابات أو مشاريع حلول يعدّها أوباما أو نتنياهو، لإلقائها أو تقديمها في هذه المناسبة أو تلك. ولهذا رحنا أيضاً، مرة أخرى كالعادة، نسمع التصريحات والتعليقات، المتفاوتة في درجات تشاؤمها أو تفاؤلها، وكل تدور في إطار تمنيات “لعل وعسى” التقليدية.
غير أن نظرة سريعة إلى واقع الحال تُظهر بوضوح أن جديد هذه التحركات وأهدافها لا يختلف كثيراً عن قديمها. فكل من الطرفين، الامبريالي-الأميركي والصهيوني-الإسرائيلي لا يزال، كما كان عليه الحال سابقاً، متشبثاً بمفاهيمه القديمة ويسعى، دون تعب، إلى تجديد اللعبة القديمة إياها، وهي إعادة تنشيط “المفاوضات” بين إسرائيل والفلسطينيين، التي يفترض أن تكون، حسب مفاهيمهم، القاعدة التي يعمل على أساسها للوصول إلى أية حلول. وقد فات أصحاب هذه المواقف أن لعبة “المفاوضات” أصبحت بالية وسحبت من التداول، لأسباب وجيهة وواقعية للغاية. فما يقارب عقدين من التفاوض، بمختلف الأشكال، لم يؤد إلى نتيجة تذكر، عدا ربما عن ترسيخ الاحتلال وتقوية أخطبوطه. وفي ضوء هذه النتائج المأساوية نجد أنه حتى أولئك الذين خلقوا مصابين بمرض التفاوض، راحوا يتعافون منه، بعد أن ثبت انعدام جدواه على أرض الواقع. كما أن هنالك، من ناحية أخرى، في التطورات العالمية والإقليمية الإيجابية الملموسة ما يشير إلى مسالك أخرى يمكن إتبّاعها، وتبدو أكثر جدوى.
أكمل قراءة المقالة
التعددية لا تلغي الوحدة
التعددية لا تلغي الوحدة
عادل عبد الرحمن
قرأت امس مقالة الزميل حسن البطل بعنوان «صبري جريس «ثنك ثانك»، التي دعتني لقراءة الاستاذ صبري جريس بعنوان «المسار الدولي هو الامثل»، التي لا يملك المرء إلا ان يتفق مع الجزء الكبير منها. غير ان مقالة الاستاذ صبري، حملت نقطة خلافية، تحتاج الى نقاش وإغناء، لا سيما وانها من حيث المبدأ ليست محل خلاف، إلا اذا شاء الكاتب والمؤرخ جريس ذلك. في الفقرة الاخيرة من مقالة رئيس مركز الابحاث الفلسطيني السابق، اراد الزميل صبري جريس، ان يعمق فكرته، ويفتح امامها أفق النجاح. الفكرة التي يعتقد، ونعتقد معه بصوابيتها، وهي، استمرار التوجه الى الاقطاب الدولية عموما وتحديدا الاتحاد الاوروبي وروسيا الاتحادية، لبلوغ الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، وعدم الانصياع او الارتهان للمواقف الاميركية والاسرائيلية. غير انه جانب الصواب عندما أشار إلى الفصل بين ما سبق ذكره والوحدة الوطنية، قائلا: « ولضمان نجاح مثل هذا المسار لا بد ايضا، في هذه المرحلة على الاقل، من الابتعاد عن ترهات السياسات الفلسطينية المحلية وألاعيب بعض هواة العمل السياسي، مثل تعليق التقدم في المجال الدولي على تحقيق ما يسمى الوحدة الوطنية من جهة او الدعوة الى انتفاضة ثالثة من جهة أخرى.» وتابع المفكر الكبير جريس القول:» ان الوحدة الفلسطينية، بالمفهوم الذي يسعى إليه السياسيون التقليديون الفلسطينيون، غير قابلة للتحقيق في مجتمع تعددي كالمجتمع الفلسطيني». ويذهب بعيدا في وجهة نظره، حين يجزم بعدم إمكانية بلوغ غاية الوحدة الوطنية، « لقد اضاعت الحركة الوطنية الفلسطينية، مثلا، وقتا طويلا، وبذلت جهودا كبيرة لتحقيق «وحدة وطنية» خلال سبعينيات القرن الماضي وبعد ذلك ايضا دون اي نجاح. ولن يكون النجاح حليفها هذه المرة، لأسباب لا مجال لذكرها هنا.»
أكمل قراءة المقالة
صبري جريس – ثنك تانك
صبري جريس “ثنك ثانك“
حسن البطل
صنو محمود درويش في الشعر.. ليس إلا المؤرخ-الباحث- كاتب المقالة المحامي صبري جريس، ابن قرية فسوطة الجليلية. لماذا؟
هو مثله، متعدد الأبعاد والرؤى والأمكنة أيضاً. عاش فلسطين الاسرائيلية، وفلسطين الثورية، وفلسطين السلطوية. ان كان “يوم الارض” عماد الايام الفلسطينية، فقد قام هذا اليوم الطويل، مبكراً، بين 1959-1968 على مناكب أربعة من الدعاة: حبيب قهوجي، منصور كردوش، صبري جريس.. وصالح برانسي.
أصدرت هذه الزمرة الطليعية ستة أعداد من نشرة غير دورية. “نداء الأرض”، “شذى الأرض”… الخ، وحوكمت “حركة الأرض” 1964، وحلها رئيس الوزراء ليفي اشكول، وفي العام 1965 نافست باسم “القائمة الاشتراكية” في انتخابات العام 1965.. وأخيراً، نفي قهوجي وجريس للشام وبيروت.
أكمل قراءة المقالة
المسار الدولي هو الامثل
المسار الدولي هو الأمثل
صبري جريس
يدور الحديث، منذ فترة، عن خطة سياسية تقضي بالتوجه إلى الأمم المتحدة والطلب من جمعيتها العمومية الاعتراف بفلسطين، ضمن حدود 1967، دولة مستقلة ذات سيادة؛ وذلك إضافة، في الوقت نفسه، إلى العمل على الحصول على مثل هذا الاعتراف من أكبر عدد من الدول، في مختلف أنحاء العالم، كما فعلت حتى الآن مجموعة من دول أميركا اللاتينية.
ويقيناً أن مثل هذا التوجه، في ظل الأوضاع الدولية والإقليمية، يبدو الأصح والأنجع والأمثل. فالتأييد الدولي للقضية الفلسطينية يكاد يصل إلى ذروته، إن لم يكن قد وصلها فعلاً، إذ ليس هناك ولو دولة واحدة في العالم، على الإطلاق، تؤيد إسرائيل في احتلالها للأراضي الفلسطينية أو تعارض تطلعات الشعب الفلسطيني نحو الاستقلال. بل يكاد يكون هناك شك فيما إذا كانت أية قضية دولية قد حصلت يوماً ما على مثل هذا الدعم والتأييد الذين تحظى بهما اليوم القضية الفلسطينية. وفي الوقت نفسه، من ناحية أخرى، لم تصل إسرائيل مرة إلى ذلك الحد المزري من التردي الفكري والسياسي الذي يجعلها غير قادرة حتى على معالجة أبسط قضاياها المصيرية. فالكيان الصهيوني يشهد منذ سنوات، لأسباب لا مجال لذكرها هنا، اتجاهاً قوياً نحو التقوقع في ضيق الأفق والانعزال والتطرف، متدحرجاً نحو اليمين شبه الفاشي، بصورة تجعل إسرائيل غير قادرة، ببساطة، على اتخاذ أي قرار مصيري. ويقيناً أن النظام السياسي الإسرائيلي بات غير قادر، لسنوات عديدة قادمة، على إفراز أية قيادة تستطيع التعامل، ولو مبدئياً، مع أبسط متطلبات الحل للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني. ويكاد، مثلاً، العجز السياسي، الناجم عن تحركات وتناحرات التكتلين السياسيين الكبيرين في إسرائيل، الليكود وكديماه، لا يختلف كثيراً في تأثيره السلبي على الوضع الإسرائيلي عامة عن ذلك الناجم عن التناقضات بين شيخوخة فتح ومراهقة حماس على الصعيد الفلسطيني.
أكمل قراءة المقالة
… “أساتذة “عزمي بشارة
“أسـاتـذة” عـزمــي بـشـارة …
غاي بخور*
ماذا يحدث عندما تنوي قائمة عربية الـمنافسة للكنيست، ويشتمل برنامجها الحزبي على رفض وجود اسرائيل كدولة يهودية؟
لا، ليس الحديث عن التجمع العربي الديمقراطي في زماننا، بل عن الحركة الأم له، “الارض”، ويدهشنا التشابه بين مصير مؤسسي “الارض” ومصير عزمي بشارة.
في السنين 1959 – 1965 عملت بين “عرب اسرائيل” جماعة قومية سمّت نفسها “الارض”. كانت فكرتها آنذاك تجديدية: محاربة الدولة اليهودية بالأدوات الديمقراطية الـمشروعة عامة ومحكمة العدل العليا خاصة. لقد طلبوا التكتل كجسم سياسي وأن ينافسوا بعد ذلك ايضا للكنيست كحزب، في حين لا يعترفون في برنامجهم الحزبي بوجود اسرائيل كدولة يهودية.
ترأس الحركة في الأساس عرب مسيحيون، والامر يشبه الوضع اليوم: حبيب قهوجي وصبري جريس. كان معهما صالح برانسي، وعلي الرافع، ومحمد عبد الحميد معاري ومنصور كردوش. في التركيبة التي ناقشت الاستئناف الذي قدمته “الارض”، في أعقاب قرار رفض قائمتها للكنيست، جلس آنذاك ثلاثة من العِظام: الرئيس شمعون أغرينات، ويوآل زوسمان وحاييم كوهين. قررت الـمحكمة العليا آنذاك على نحو تاريخي، واعتمادا على أحد قضاتها العِظام، القاضي ألفريد فيتكون، أنه “لا يوجد أي نظام حُر يساعد ويعترف بحركة تسعى الى تقويض النظام نفسه”.
أكمل قراءة المقالة
مركز الابحاث الفلسطيني، الذاكرة الضائعة
مركز الأبحاث الفلسطيني، الذاكرة الضائعة
سميح شبيب
مقدمة..
جاءت فكرة نشر هذا الموضوع على هامش ورشة عمل نظمت في منتدى الفكر العربي في عمان 7-8/5/2005، ودعا إليها هيئة أرض فلسطين التي يديرها الباحث سلمان أبو ستة، ومركز اللاجئين والشتات الفلسطيني (شمل)، وكانت تحت عنوان “التأريخ الشفوي الفلسطيني”. شكلت هذه الورشة – ولأول مرة – فرصة للتلاقي بين معظم المؤسسات والشخصيات التي سبق لها أن عملت في مجال التوثيق بعامة، والتوثيق الشفوي بخاصة .
وخلال هذه الندوة، تحدثتُ وعلى نحوٍ مقتضب عن تجربة مركز الأبحاث الفلسطيني، التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، وعن تجربته التوثيقية، من خلال تجربتي كمسؤول لقسم التوثيق والمكتبة خلال الأعوام 1980-1994. وخلال هذه الفترة، جرى نهب محتويات المركز بعد الاجتياح الإسرائيلي لبيروت، حيث قامت تلك القوات، وبمساعدة خبراء إسرائيليين في التوثيق وعلم المكتبات، بنهب محتوياته بشكل منظم، ومن ثم نقلها إلى إسرائيل. وخلالها، أيضاً، وقع تفجير المركز بتاريخ 5/2/1983، ومن ثم إغلاقه بقرار رسمي لبناني. وخلال تلك الفترة، أيضاً، أعادت إسرائيل محتويات المركز إلى الجزائر، عبر عملية تبادل للأسرى الإسرائيليين. جرت محاولات عدة لإنقاذ المكتبة ومحتوياتها الوثائقية، لكنها فشلت جميعاً، ولاقت المكتبة مصيراً مأساوياً أسود فتبددت محتوياتها جميعها.